عائد
بقلم الدكتور الشهيد إبراهيم المقادمة
عائد من ثنايا غربتي السوداء عائد
عائد مثل فج النور في قلب المجاهد
عائد مثلما حقي لباطلهم يطارد
عائد روحي على كفي وللعلياء صاعد
يا إخوتي يا رهط خير الناس يا نور المشاعل
يا إخوتي يا ملح هذي الأرض يا نسل البواسل
بسم الله الرحمن الرحيم
في التحقيق شعر الدكتور / إبراهيم المقادمة
ويأتي الليل يطرق بابنا المقفل ..
و قضبان الحديد تدق إسفينا ...
و أبواب الفولاذ تربض في فم المدخل
وقلبي نابضُ ... هاتو سلاسلكم ..
هاتو بنادقكم ... هاتو قنابلكم ...
لن نستكين لبطشكم ... هيهات لن نرحل
و يأتي الليل يطرق بابنا المقفل ...
و يمضي الليل هيا .. دونكم جسدي
وهات القيد .. مزق معصمي الأجدل
و هات الكيس و أكتم زفرتي الحَرى
وصب الثلج في كانون في جيبي
فإن القلب كالمرجل .
و هات الغاز و احرق مقلتي الحُرّة
وشد منافذ الأنفاس من رئتي لن أوجل
وهدد كيفما تهوى
وعذب كيفما تهوى .. فدونك قلبي المقفل
و يمضي الليل هيا دونك اصلبني
على الجدران و احرم مقلتي النوم ..
هات الضرب هات الركل لا تبخل ..
و شرد اسرتي ما شئت ... واهدم ..
فوقها المنزل ...
وعذب صبيتي هيهات أن أهن ..
و قلبي عامرُ بالذكر يبتهل
وعزيمتي نارُ بها الإيمان يشتعل
و روعي باردُ كالطل
و كل وسائل التعذيب لن تجدي ...
فتيلاً في فمي المقفل
سأصبر رغم تعذيبي و آلامي
و أصبر رغم أوجاعي وأسقامي
ولما تصعد الآهات من قلبي فلا تعجل
فتلك الآه للرحمن أرسلها لتثبيتي
فإن الموت أهون من قبول العار يا أرذل
و إن الآه للرحمن أطلقها .. تخفف وطأة الآلام
تطفي لذعة الحنظل .. بلال يا بلال الخير علمنا
دروساً في تحدي البطش ..
أحفظها ولا أغفل
نموت كنبتة الصحراء ... متّ كنبتة الصحراء
هل أبكيك ؟ يحرقني البكاء ..
هل أنساك ... ينساني الهواء
أفر ّ إلى إله الكون يمنحني العزاء
لك الحمد ربي عظيم الثناء
لك الحمد ربي مجيب الدعاء
عليك اعتمادي و أنت الرجاء ، فثبت فؤادي
أعنّي على مجريات القضاء ، فمن لي سواك بدنيا العناء
أطارق ... أهذا أنت ... وحدك
جئت وحدك أين أحمد ؟ ... أين أحمد ..
جئت وحدك .. أين أحمد ..طارقُ .. هيجت قلبي
أتلعب بعد اليوم من دون أحمد !
بسم الله الرحمن الرحيم
على الشبك
على الشبك ! على الشبك أواجه صوتها الرنّان
يهتف صائحاً أبتي .. فيعزف أعذب الألحان
و تقفز كالعصفورة احطت على شَرَكٍ
على الشبك ... و تنفض كل ما حملت
من الأشواق فاطمة و ما فتئت
تداعب قلبي المربوط بالشبك
بأخبار الصغار تصيح تفتخر .. بإخوتها وقد كبروا
و أعمام أحاطوها عنايتهم وما ضجروا
أفاطمة يا ربيع القلب يزدهر
و يا من تحسب الأيام تنتظر .. زيارة والد في السجن مرتهن
عهداً يظل جهادنا أبداً
حتى تعود لوجهك البسمات تنتشر
على الشبك مدت أصابعها و القلب يرتجف
لكي تمس أصابعي و الدمع يذرف
يا للصغيرة بات الشوق يعصفها
فتصيح يا أبتي صبراً
يهون الأذى إن يشرف الهدف
أنا في انتظارك حين تخرج
يبدأ درب ثورتنا و نعتصف
قواعد الظلم و الطغيان و السفك
على الشبك كانت تلامس روحها روحي
فتحملها على وشك
و يصيح جلف من وراء الظهر مسترقاً
ختمت زيارتكم هيا لتفترقا
هيهات إن عيونها بعثت رسائلها بلا وجل
فتوصلها برغم كهرب الأسلاك و الحسك
ابنتي إني على ثقة
بعناية من واحد أحد .. تلف روحك ترعاها تحيط بها
حين اتقيت ، سلكت الدرب بالرشد
جاهدت فيك إلهي طائعاً رغباً
و لن أهادن فاحفظ فلذة الكبد
ابنتي كوني على ثقة
بالحق ، بالنصر ، مهما استبدت ظلمة الحلك .
بتاريخ 30/9/1984م
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حسين : نفحة 7/1988م
حسين تسافر روحي إليك .... وما بين سجني و سجنك
تسافر روحي إليك ... تطوف بروحك في كل ليل
و أنظر عودتها في الصباح ... تسافر رغم زوايا الحديد
رغم المتاريس ... رغم البنادق
تراقب كل الشوارع .. تخرق كل الحواجز
و ما بين سجني وسجنك ... تسافر روحي إليك
تحوم حول السرير و تدخل عبر الجراح
تدور مع الدم عبر الوريد ... تمر إلى روح روحك
تعيدان تشكيلنا من جديد
لنرجع روحاً كما بدأنا
ونكشف بعد عناء السنين ... بأنا وهمنا
بيوم ظننا أنا افترقنا
حسين نعم يا حسين .. كنا معاً
جرينا معاً .. و ضربنا معاً
سجنّا معاً ... و سُئلنا معاً
وحين اكتويت بنار العذاب ... تئن بنفحة مني العظام
وأحرم فيها هدوء المنام
و تسهر موثقاً كفيك مشدوداً إلى الحائط
وأسهر بالليل قيدك قيدي
و تصمد أصمد .. لا فرق ..كنا معاً
رضعنا لبان الإباء معاً
و كان النقاء لنا مرضعاً
حسين نعم يا حسين ... و تخرج لا ترضى بالهوان
ترفض العين إغضاءة الذل
ترفض اليد رفع اليد
لا بأس بالكسر ... بالموت ...
نصنع بالموت فجر الغد
ومن زنزانة في السجن ... أو وجع بمستشفى
ستولد فرحة العنف
و عبر جراحنا ومداخل الشهداء في الساحة
ستزهر زهرة الحق
حسين نعم يا حسين
و تخرج من ظلام السجن تحمل ثقل عكازك
وأحسب للزيارة استحث عقارب الساعة
واحسب بالثواني هدها الألم
فشل عقارب الرنين
فأحملها وأحمل ثقل عكازي و عكازك
و أخفي ثورة البركان محتسباً ...
إلى أن توقد الثارات من ألمي و آلامك
فتخرج ناراً ونوراً ....
يبدد ليلنا الحالك ....
بسم الله الرحمن الرحيم
عام دراسي جديد
عام دراسي جديد ... في غد عام جديد
يفرح الأطفال بالعام الجديد ... قد كبرنا يا أبي
و افتقدناك طويلاً ... مرّ عيد ، بعد عيد ، بعد عيد ..
كم حلمنا أن ترانا دون قضبان الحديد
و برغم القيد و الفقد كبرنا و حلمنا مثل كل الناس أن ترعى خطانا
و حلمنا مثل كل الناس أن تلثم فانا
وحلمنا أن تصب النور حياً في رؤانا
و تشيع الحب فينا ... نظرة الحب الودود
في غد يفرح الأطفال يا أبتاه ... بالفصل الجديد
في غد ينشد الأطفال للإسلام لليوم السعيد
"في سبيل الله للإسلام سرنا " ننصر الإسلام لا نخشى العبيد
قد كبرنا وتعلمنا الصلاة ... وحفظنا بعض آيات الكتاب
و بدانا منذ تعلمنا الحساب ... نحسب الأيام نصغي كلما دق باب
علّ هذا اليوم يأتي
يسبق الأيام تخطو فيه البيت خطاك
تحمل الحلوى إلينا والهدايا ... كسوة العام الجديد
حبة القلب و ويا نور العين
إن درب العز مفروش بأنات الجراح
بالأذى العذب ... باشواك الطريق
بالضحايا ، باليتامى و الثكالى ... بزناديق العذاب
بالمعاناة التي تستولد العزم و تحيي.....
نغمة الايمان في ميت القلوب ... تبعث الإصرار للثأر العنيد
يا شغاف القلب عهداً لن نحيد ، فاكبروا للحق جنداً
يبذل الروح يضحي بالحياة ، لا يبالي في سبيل الحق لو سالت دماه
يحمل الروح على الكف و يمضي في مناه
أنا للجنة أحيا ... يا إلهي ..في سبيل الحق فاقبضني شهيداً
واجعل الأشلاء مني معبراً .. للعز للجيل الجديد .
في 1/9/1987م
بسم الله الرحمن الرحيم
رثاء الأخ / منير الغضبان
مضيت إلى الشهادة يا منير منير الوجه يملؤك السرور
كليث الغاب شد إلى حديد يقدم روحه البطل الهصور
فكنت البدر يهوي في زمان تعز بدنيانا البدور
خطت بنفسك الدرب المفدي عبرت أمامنا وهتفت سيروا
و قدمت الحياة دليل صدق على درب درب خطاه هدى ونور
لنلحق بالدعاة إلى جنان و تحيا جارك الملك القدير
لترزق عنده خير رزق يطوف عليك ولدان وحور
حييت تحب سيد فلتلاقي بسيد خير فرط يا منير
اتخذت الله غايتك المرجى فكان جزاؤك الفوز الكبير
و تغضب للشريعة إذا توارت و قد كثرت بدنيانا الشرور
و عشت السيرة الغراء تشدو بحبك للرسوك و تستنير
تركت المنهج الحركي فينا ندور مع النبي كما يدور
و لا نرضى سواه لنا زعيماً ولو طال البلاء فلا نخور
و عنوان المحبة أن نضحي فتلقى من تحب ومن تحور
رماك بحقده كلب حقير له من اسمه كذب وزور
و سلمك الطغاة و لم يبالوا عقاب الله أعمالهم غرور
فأقسم لن تظل دماك هدراً وملء عروقنا دمنا يفور
سنثأر للرجال و لليتامى و لو طال الزمان فلن يطيروا
فلن تنسى الزعيم و لا حديداً ولن تنسى جماةً و لا الشغور
فما ليل الطغاة لهم بساج ولن يبقى لهم أبداً نصير .
15/11/1987م
******************************************
بسم الله الرحمن الرحيم
خذني إليك
خذني إليك فكل الدوائر ... ضاقت علىّ .. و كل المنافي و كل المخافر
ملّت لقائي وكل المغاور ... تخاف إذا خبأتني و حتى المقابر ..
إذا جئت ميتاً خبرتني ... بأن جوازي مصادر
وأن المراصد في كل درب تحاصر نعشي ..... تحاصر
خذيني إليك انظميني قصيدة حب
تغنى بها الثاكلات و اليتامى ... لعل النشيد
يشد النياما .... يجفف دمعة طفل ترامى
على صدر أم تودع للخلد ابناً تسامى
و يفتح للمجد باباً جديداً
ويعطي بدراً تماما
نفحة 6/ 1988م
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تسرقوا الشمس
لا تسرقوا الشمس
خذوا كل شيء و لا تسرقوا الشمس منا
خذوا القمح لكن ...حذوا النفط لكن ..
خذوا الروح لا بأس ... لا تسرقوا الشمس منا
نخاف عليها ظلام المحيط و برد الجليد وأرواحكم ..!!
فلا تسرقوها .. خذوا كل شيء و لكن ... دعوا شمسنا
نخاف عليها دماء الغروب ... تخاف علينا
سنمسك بالشمس قبل المغيب ... نقطع كل السلاسل
فلا تسحبوا الشمس منا
فكل خيوط الضياء إلى القلب مشدودة و العروق
خذوا كل شيء وابقوا الشروق
نخاف عليها الغروب ... تخاف علينا
و نخشى بأن تلمسوها
فنفقد نحن الضياء ... وانتم تنالون منها الحريق
خذوا الضوء و الدفء لكن بلا سرقة ، وأنّى لكم
سنفرح بالشمس في ذات يوم
ستشرق توقظ كل النيام و ترشد كل الحيارى
و تعلو على متعبات الخيام
ويصحو عليها السكارى
فننهض بالنور نحيي الحياة
و نفتح بالحب داراً فداراً
و نشرق بالضوء عند الشروق
و لن نمنع الفضل جارا
فلا تسرقوا الشمس منا
نفحة 26/5/1988م
بسم الله الرحمن الرحيم
زيارة قصيرة
دقيقتين أو ثلاث .... لا تحلموا بغيرها
ما أعذب العواطف المكثفة ... دقيقتين أو ثلاث
تكفي لبث شوقنا ... وشق دربنا ... و بدء العاصفة
عانقته ... عانقت إخواني جميعاً
في هذه الدقائق المكلفة ... و حضنته
كان يحيى في يديّ و كان روحي .. كان شيخي
كان التواصل يا صلاح و كان قلبي
في يديّ .. وكان حبي
ما أعجب الألم المكثف في الثواني
ما أعجب الشوق المشبع بالمعاني
عجباً لروحك يا شريتح و هي تسرح في كياني
يا ذا الفدائي الذي عشقت الشجاعة والتفاني
دقيقتين أو ثلاث
كنتم بقلبي يا أسود ... وكان قلبي
فرّ من زمن بعيد
رفض السلاسل و القيود
و انساح في شوق إلى رب الوجود
عسقلان ، أكتوبر 1989م
************************************
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد
حبيبي ... أهذا أنت ... ؟ تختلط الصور
أهذا أنت ... ؟! تحرقني الصور ... أهذا أنت ؟!!
تجذب قلبي المكلوم تصعقه ... تمزق ما تبقى فيه
يحترق القمر حبيبي ...
أحبس الدمعات ، تحرقني و يحترق البصر
نموت كنبتة الصحراء ... هل أنساك ؟!! ... لا
أنسى فؤادي ...
هل أبكيك ؟ يشفيني البكاء !! نموت كنبتة الصحراء
لم تكبر بحضن أبيك .. لم تشرب حنان أبيك
هل أبكيك ؟ .. أم أبكي حياتي ... و العزاء ...
نموت كنبتة الصحراء ... يمضي العمر لا أحظى بضمك
نموت و حلم حاضري المعنى
بأن تسعى خطاك أمام عيني
تسير بمهجتي و حنان أمك ... حبيبي ....
أهذا أنت ؟!! يخذلني العزاء
نموت كنبتة الصحراء .......... حتى .....
غرقت .... و لم أمد إليك يداً
صرخت ... ولم أردد عليك يداً
و متّ ... و لم أدفع فداك فدا
وغسلت لم أحضره ... لم تلتثم شفتاي ثغرك
ودفنت لم أبصر ...
لم توبدك يداي قبرك
نموت كنبتة الصحراء ... متّ كنبتة الصحراء
هل أبكيك ؟ يحرقني البكاء ..
هل أنساك ... ينساني الهواء
أفر ّ إلى إله الكون يمنحني العزاء
لك الحمد ربي عظيم الثناء
لك الحمد ربي مجيب الدعاء
عليك اعتمادي و أنت الرجاء ، فثبت فؤادي
أعنّي على مجريات القضاء ، فمن لي سواك بدنيا العناء
أطارق ... أهذا أنت ... وحدك
جئت وحدك أين أحمد ؟ ... أين أحمد ..
جئت وحدك .. أين أحمد ..طارقُ .. هيجت قلبي
أتلعب بعد اليوم من دون أحمد !
أفاطمة جئت لا تشتكين ، من اليوم لا تشتكين
فلن تعتبي ، لن تقولي له ..
بأنك أنت ... أخويا الحنون
فلا تقسى يوماً على ضعفنا
فأنت مكان أبينا السجين ، و أنت لنا في البلاء .. المعين
و يا عبد هذا قضاء الإله ، فلسنا ندين لربّ سواه
و لسنا نضج بشيء قضاه
و لن نستعيض سوى الصبر سلوى
و لن نستعين بغير الصلاة
أعائشتي و يحك ما تفعلين
فما زال قلبك هذا الصغير من الحزن أصغر
وما زال قلبك هذا الصغير من الموت أصغر
فهل تغهمين و قبل الأوان ؟ و هل تهتدين لمعنى الزمان ؟
ومعنى الحياة و معنى الممات و معنى الهجود الأخير
و معنى الوداع الأخير ، و هل تعرفين إذا ما أساء ؟
صبيُ إليك بمن تحتمين ؟
وإن أغضبوك فهل تصرخين ؟ سأحضر أحمد
أما زال أحمد أقوى ولد !!
أما زال أحمد زين البلد
أحمد يا بن جدتك الأثير ، وطفلها الغرد المدلل
كنت العزاء لها و للسلوان جدول
كانت تحس أباك في عينيك .. في الشعر المرجل
كانت تهين سعادة
بعنادك الموروث و الشغب المفضل
إذ تشتكي بلسانها
عما فعلت و سوف تفعل
إذ تفضح العينين ما في القلب من فرح مؤصل
ماذا تحسي الآن من ألم
وكم فجرت من حزن مؤجل
لهفي عليها الآن من ثكلى ، و إن كنت المصاب وكنت أثكل
ما بال أمك يا أحمد ؟ ... ما بال أمك
يا أم أحمد إنه عرسً لأحمد
يكبر الحلم و يكبر.... كلما يكبر أحمد
كلما يقذف بالأحجار في وجه الجنود
كلما يجرح أحمد ... كلما يصرخ في وجه اليهود
" سيعود جيش محمد سيعود "
هل تذكرين مساحة الحزن
لا يعدل الأحباب إلاّ أجرهم عند الإله
فتجلدي و تصبري الصبر الجميل
و إلى الصلاة ... إلى الصلاة ... إلى الصلاة
رفقاً بقلب الأم يا رب السماء
أرسل سكينتك الحبيبة رضّها
بقضائك المحتوم و امنحها هداك
يا راحماً و أربط بفضلك قلبها
و اجبر قلوباً أنت جابرها ... رضاك
عشقتك يا بحر طفلاً و كهلاً
عشقتك يا بحر ماءً ورملاً
هل يغدر العشاق ؟ هل يجتاحهم غول انتقام ؟
ما خفت منك ، وما رهبتك إذ أطارحك الغرام
أنا لا أصدق ما فعلت ... و انت أنت
هل دنسوك ، وسمموك ، و جننوك
هل غيروا و جه المحب ؟
أهل غيّروا اسمك صار (يام )
هل علّموك الغدر ، نقض العهد ، تحريف الكلام ؟
و هل انتهيت حلقاتهم ؟ فقدمت أنت
يا بحر أنت مسخر و أنا مسخر
فلماذا تسخر اليوم و تفخر ، و أنا رهين القيد تغدر
ما كنت أترك مهجتي بيديك ضارعةً .... وأنظر
الموت أهون مطلباً ... وأنا أنت
حبيبي أراك .. كما أنت ... كما أنت ...
أنّى التفت ... و أنّى انتبهت ، فأنّى تغيب
حديثي إليك .. فأنّى تغيب
هل يملك الآباء أن يتصوروا كبداً يغيب ... قلباً يغيب ..
أبنيّ كم فرح فرحت وكم فرح
منذ التثمتك قبلتي الأولى
منذ همست في أذنيك كلمات الأذان
حين سكبت في الأذنين سرك
كنت المؤمل أن تكون مجاهداً يأبى الهوان
أبنيّ كم فرح فرحت وأنت تشدو
للمرة الأولى بفاتحة الكتاب
وكم فرح و أنت تجيء بالبشرى
تشقشق بين قضبان العذاب
إنني الأول يا بابا ، فتفتح ألف باب
من الآمال تسرح ، كم فرح مجنح
إذ تمسك الحجر المقدس
للمرة الأولى ، لترميه مواجهاً الحراب
كم حزن وكم فرح مجنح
إذ أنت تخبرني
بأنك قد خرجت و سوف تجرح
إني نذرتك للإله مجاهداً
فلي النصيب
أنت الذكي ....... بخاطري أنّى تغيب
أنت الجريء .... بخاطري أنّى تغيب
أنت التقي ...... بخاطري أنّى تغيب
هل يقدر الأحباب أن يتفرقوا ؟!
هل يقدر الأحباب أن يتمزقوا ؟!
يارب قلبي دامعُ
يا جابراً قلبي الملوع
يارب حزني واسعُ
لكنما رحماك أوسع
يا رب فاجمعني به ......... في جنة بجوار سيدنا المشفع
اللهم آمين
عسقلان 26/7/1990م
بقلم الدكتور الشهيد إبراهيم المقادمة
عائد من ثنايا غربتي السوداء عائد
عائد مثل فج النور في قلب المجاهد
عائد مثلما حقي لباطلهم يطارد
عائد روحي على كفي وللعلياء صاعد
يا إخوتي يا رهط خير الناس يا نور المشاعل
يا إخوتي يا ملح هذي الأرض يا نسل البواسل
بسم الله الرحمن الرحيم
في التحقيق شعر الدكتور / إبراهيم المقادمة
ويأتي الليل يطرق بابنا المقفل ..
و قضبان الحديد تدق إسفينا ...
و أبواب الفولاذ تربض في فم المدخل
وقلبي نابضُ ... هاتو سلاسلكم ..
هاتو بنادقكم ... هاتو قنابلكم ...
لن نستكين لبطشكم ... هيهات لن نرحل
و يأتي الليل يطرق بابنا المقفل ...
و يمضي الليل هيا .. دونكم جسدي
وهات القيد .. مزق معصمي الأجدل
و هات الكيس و أكتم زفرتي الحَرى
وصب الثلج في كانون في جيبي
فإن القلب كالمرجل .
و هات الغاز و احرق مقلتي الحُرّة
وشد منافذ الأنفاس من رئتي لن أوجل
وهدد كيفما تهوى
وعذب كيفما تهوى .. فدونك قلبي المقفل
و يمضي الليل هيا دونك اصلبني
على الجدران و احرم مقلتي النوم ..
هات الضرب هات الركل لا تبخل ..
و شرد اسرتي ما شئت ... واهدم ..
فوقها المنزل ...
وعذب صبيتي هيهات أن أهن ..
و قلبي عامرُ بالذكر يبتهل
وعزيمتي نارُ بها الإيمان يشتعل
و روعي باردُ كالطل
و كل وسائل التعذيب لن تجدي ...
فتيلاً في فمي المقفل
سأصبر رغم تعذيبي و آلامي
و أصبر رغم أوجاعي وأسقامي
ولما تصعد الآهات من قلبي فلا تعجل
فتلك الآه للرحمن أرسلها لتثبيتي
فإن الموت أهون من قبول العار يا أرذل
و إن الآه للرحمن أطلقها .. تخفف وطأة الآلام
تطفي لذعة الحنظل .. بلال يا بلال الخير علمنا
دروساً في تحدي البطش ..
أحفظها ولا أغفل
نموت كنبتة الصحراء ... متّ كنبتة الصحراء
هل أبكيك ؟ يحرقني البكاء ..
هل أنساك ... ينساني الهواء
أفر ّ إلى إله الكون يمنحني العزاء
لك الحمد ربي عظيم الثناء
لك الحمد ربي مجيب الدعاء
عليك اعتمادي و أنت الرجاء ، فثبت فؤادي
أعنّي على مجريات القضاء ، فمن لي سواك بدنيا العناء
أطارق ... أهذا أنت ... وحدك
جئت وحدك أين أحمد ؟ ... أين أحمد ..
جئت وحدك .. أين أحمد ..طارقُ .. هيجت قلبي
أتلعب بعد اليوم من دون أحمد !
بسم الله الرحمن الرحيم
على الشبك
على الشبك ! على الشبك أواجه صوتها الرنّان
يهتف صائحاً أبتي .. فيعزف أعذب الألحان
و تقفز كالعصفورة احطت على شَرَكٍ
على الشبك ... و تنفض كل ما حملت
من الأشواق فاطمة و ما فتئت
تداعب قلبي المربوط بالشبك
بأخبار الصغار تصيح تفتخر .. بإخوتها وقد كبروا
و أعمام أحاطوها عنايتهم وما ضجروا
أفاطمة يا ربيع القلب يزدهر
و يا من تحسب الأيام تنتظر .. زيارة والد في السجن مرتهن
عهداً يظل جهادنا أبداً
حتى تعود لوجهك البسمات تنتشر
على الشبك مدت أصابعها و القلب يرتجف
لكي تمس أصابعي و الدمع يذرف
يا للصغيرة بات الشوق يعصفها
فتصيح يا أبتي صبراً
يهون الأذى إن يشرف الهدف
أنا في انتظارك حين تخرج
يبدأ درب ثورتنا و نعتصف
قواعد الظلم و الطغيان و السفك
على الشبك كانت تلامس روحها روحي
فتحملها على وشك
و يصيح جلف من وراء الظهر مسترقاً
ختمت زيارتكم هيا لتفترقا
هيهات إن عيونها بعثت رسائلها بلا وجل
فتوصلها برغم كهرب الأسلاك و الحسك
ابنتي إني على ثقة
بعناية من واحد أحد .. تلف روحك ترعاها تحيط بها
حين اتقيت ، سلكت الدرب بالرشد
جاهدت فيك إلهي طائعاً رغباً
و لن أهادن فاحفظ فلذة الكبد
ابنتي كوني على ثقة
بالحق ، بالنصر ، مهما استبدت ظلمة الحلك .
بتاريخ 30/9/1984م
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى حسين : نفحة 7/1988م
حسين تسافر روحي إليك .... وما بين سجني و سجنك
تسافر روحي إليك ... تطوف بروحك في كل ليل
و أنظر عودتها في الصباح ... تسافر رغم زوايا الحديد
رغم المتاريس ... رغم البنادق
تراقب كل الشوارع .. تخرق كل الحواجز
و ما بين سجني وسجنك ... تسافر روحي إليك
تحوم حول السرير و تدخل عبر الجراح
تدور مع الدم عبر الوريد ... تمر إلى روح روحك
تعيدان تشكيلنا من جديد
لنرجع روحاً كما بدأنا
ونكشف بعد عناء السنين ... بأنا وهمنا
بيوم ظننا أنا افترقنا
حسين نعم يا حسين .. كنا معاً
جرينا معاً .. و ضربنا معاً
سجنّا معاً ... و سُئلنا معاً
وحين اكتويت بنار العذاب ... تئن بنفحة مني العظام
وأحرم فيها هدوء المنام
و تسهر موثقاً كفيك مشدوداً إلى الحائط
وأسهر بالليل قيدك قيدي
و تصمد أصمد .. لا فرق ..كنا معاً
رضعنا لبان الإباء معاً
و كان النقاء لنا مرضعاً
حسين نعم يا حسين ... و تخرج لا ترضى بالهوان
ترفض العين إغضاءة الذل
ترفض اليد رفع اليد
لا بأس بالكسر ... بالموت ...
نصنع بالموت فجر الغد
ومن زنزانة في السجن ... أو وجع بمستشفى
ستولد فرحة العنف
و عبر جراحنا ومداخل الشهداء في الساحة
ستزهر زهرة الحق
حسين نعم يا حسين
و تخرج من ظلام السجن تحمل ثقل عكازك
وأحسب للزيارة استحث عقارب الساعة
واحسب بالثواني هدها الألم
فشل عقارب الرنين
فأحملها وأحمل ثقل عكازي و عكازك
و أخفي ثورة البركان محتسباً ...
إلى أن توقد الثارات من ألمي و آلامك
فتخرج ناراً ونوراً ....
يبدد ليلنا الحالك ....
بسم الله الرحمن الرحيم
عام دراسي جديد
عام دراسي جديد ... في غد عام جديد
يفرح الأطفال بالعام الجديد ... قد كبرنا يا أبي
و افتقدناك طويلاً ... مرّ عيد ، بعد عيد ، بعد عيد ..
كم حلمنا أن ترانا دون قضبان الحديد
و برغم القيد و الفقد كبرنا و حلمنا مثل كل الناس أن ترعى خطانا
و حلمنا مثل كل الناس أن تلثم فانا
وحلمنا أن تصب النور حياً في رؤانا
و تشيع الحب فينا ... نظرة الحب الودود
في غد يفرح الأطفال يا أبتاه ... بالفصل الجديد
في غد ينشد الأطفال للإسلام لليوم السعيد
"في سبيل الله للإسلام سرنا " ننصر الإسلام لا نخشى العبيد
قد كبرنا وتعلمنا الصلاة ... وحفظنا بعض آيات الكتاب
و بدانا منذ تعلمنا الحساب ... نحسب الأيام نصغي كلما دق باب
علّ هذا اليوم يأتي
يسبق الأيام تخطو فيه البيت خطاك
تحمل الحلوى إلينا والهدايا ... كسوة العام الجديد
حبة القلب و ويا نور العين
إن درب العز مفروش بأنات الجراح
بالأذى العذب ... باشواك الطريق
بالضحايا ، باليتامى و الثكالى ... بزناديق العذاب
بالمعاناة التي تستولد العزم و تحيي.....
نغمة الايمان في ميت القلوب ... تبعث الإصرار للثأر العنيد
يا شغاف القلب عهداً لن نحيد ، فاكبروا للحق جنداً
يبذل الروح يضحي بالحياة ، لا يبالي في سبيل الحق لو سالت دماه
يحمل الروح على الكف و يمضي في مناه
أنا للجنة أحيا ... يا إلهي ..في سبيل الحق فاقبضني شهيداً
واجعل الأشلاء مني معبراً .. للعز للجيل الجديد .
في 1/9/1987م
بسم الله الرحمن الرحيم
رثاء الأخ / منير الغضبان
مضيت إلى الشهادة يا منير منير الوجه يملؤك السرور
كليث الغاب شد إلى حديد يقدم روحه البطل الهصور
فكنت البدر يهوي في زمان تعز بدنيانا البدور
خطت بنفسك الدرب المفدي عبرت أمامنا وهتفت سيروا
و قدمت الحياة دليل صدق على درب درب خطاه هدى ونور
لنلحق بالدعاة إلى جنان و تحيا جارك الملك القدير
لترزق عنده خير رزق يطوف عليك ولدان وحور
حييت تحب سيد فلتلاقي بسيد خير فرط يا منير
اتخذت الله غايتك المرجى فكان جزاؤك الفوز الكبير
و تغضب للشريعة إذا توارت و قد كثرت بدنيانا الشرور
و عشت السيرة الغراء تشدو بحبك للرسوك و تستنير
تركت المنهج الحركي فينا ندور مع النبي كما يدور
و لا نرضى سواه لنا زعيماً ولو طال البلاء فلا نخور
و عنوان المحبة أن نضحي فتلقى من تحب ومن تحور
رماك بحقده كلب حقير له من اسمه كذب وزور
و سلمك الطغاة و لم يبالوا عقاب الله أعمالهم غرور
فأقسم لن تظل دماك هدراً وملء عروقنا دمنا يفور
سنثأر للرجال و لليتامى و لو طال الزمان فلن يطيروا
فلن تنسى الزعيم و لا حديداً ولن تنسى جماةً و لا الشغور
فما ليل الطغاة لهم بساج ولن يبقى لهم أبداً نصير .
15/11/1987م
******************************************
بسم الله الرحمن الرحيم
خذني إليك
خذني إليك فكل الدوائر ... ضاقت علىّ .. و كل المنافي و كل المخافر
ملّت لقائي وكل المغاور ... تخاف إذا خبأتني و حتى المقابر ..
إذا جئت ميتاً خبرتني ... بأن جوازي مصادر
وأن المراصد في كل درب تحاصر نعشي ..... تحاصر
خذيني إليك انظميني قصيدة حب
تغنى بها الثاكلات و اليتامى ... لعل النشيد
يشد النياما .... يجفف دمعة طفل ترامى
على صدر أم تودع للخلد ابناً تسامى
و يفتح للمجد باباً جديداً
ويعطي بدراً تماما
نفحة 6/ 1988م
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تسرقوا الشمس
لا تسرقوا الشمس
خذوا كل شيء و لا تسرقوا الشمس منا
خذوا القمح لكن ...حذوا النفط لكن ..
خذوا الروح لا بأس ... لا تسرقوا الشمس منا
نخاف عليها ظلام المحيط و برد الجليد وأرواحكم ..!!
فلا تسرقوها .. خذوا كل شيء و لكن ... دعوا شمسنا
نخاف عليها دماء الغروب ... تخاف علينا
سنمسك بالشمس قبل المغيب ... نقطع كل السلاسل
فلا تسحبوا الشمس منا
فكل خيوط الضياء إلى القلب مشدودة و العروق
خذوا كل شيء وابقوا الشروق
نخاف عليها الغروب ... تخاف علينا
و نخشى بأن تلمسوها
فنفقد نحن الضياء ... وانتم تنالون منها الحريق
خذوا الضوء و الدفء لكن بلا سرقة ، وأنّى لكم
سنفرح بالشمس في ذات يوم
ستشرق توقظ كل النيام و ترشد كل الحيارى
و تعلو على متعبات الخيام
ويصحو عليها السكارى
فننهض بالنور نحيي الحياة
و نفتح بالحب داراً فداراً
و نشرق بالضوء عند الشروق
و لن نمنع الفضل جارا
فلا تسرقوا الشمس منا
نفحة 26/5/1988م
بسم الله الرحمن الرحيم
زيارة قصيرة
دقيقتين أو ثلاث .... لا تحلموا بغيرها
ما أعذب العواطف المكثفة ... دقيقتين أو ثلاث
تكفي لبث شوقنا ... وشق دربنا ... و بدء العاصفة
عانقته ... عانقت إخواني جميعاً
في هذه الدقائق المكلفة ... و حضنته
كان يحيى في يديّ و كان روحي .. كان شيخي
كان التواصل يا صلاح و كان قلبي
في يديّ .. وكان حبي
ما أعجب الألم المكثف في الثواني
ما أعجب الشوق المشبع بالمعاني
عجباً لروحك يا شريتح و هي تسرح في كياني
يا ذا الفدائي الذي عشقت الشجاعة والتفاني
دقيقتين أو ثلاث
كنتم بقلبي يا أسود ... وكان قلبي
فرّ من زمن بعيد
رفض السلاسل و القيود
و انساح في شوق إلى رب الوجود
عسقلان ، أكتوبر 1989م
************************************
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد
حبيبي ... أهذا أنت ... ؟ تختلط الصور
أهذا أنت ... ؟! تحرقني الصور ... أهذا أنت ؟!!
تجذب قلبي المكلوم تصعقه ... تمزق ما تبقى فيه
يحترق القمر حبيبي ...
أحبس الدمعات ، تحرقني و يحترق البصر
نموت كنبتة الصحراء ... هل أنساك ؟!! ... لا
أنسى فؤادي ...
هل أبكيك ؟ يشفيني البكاء !! نموت كنبتة الصحراء
لم تكبر بحضن أبيك .. لم تشرب حنان أبيك
هل أبكيك ؟ .. أم أبكي حياتي ... و العزاء ...
نموت كنبتة الصحراء ... يمضي العمر لا أحظى بضمك
نموت و حلم حاضري المعنى
بأن تسعى خطاك أمام عيني
تسير بمهجتي و حنان أمك ... حبيبي ....
أهذا أنت ؟!! يخذلني العزاء
نموت كنبتة الصحراء .......... حتى .....
غرقت .... و لم أمد إليك يداً
صرخت ... ولم أردد عليك يداً
و متّ ... و لم أدفع فداك فدا
وغسلت لم أحضره ... لم تلتثم شفتاي ثغرك
ودفنت لم أبصر ...
لم توبدك يداي قبرك
نموت كنبتة الصحراء ... متّ كنبتة الصحراء
هل أبكيك ؟ يحرقني البكاء ..
هل أنساك ... ينساني الهواء
أفر ّ إلى إله الكون يمنحني العزاء
لك الحمد ربي عظيم الثناء
لك الحمد ربي مجيب الدعاء
عليك اعتمادي و أنت الرجاء ، فثبت فؤادي
أعنّي على مجريات القضاء ، فمن لي سواك بدنيا العناء
أطارق ... أهذا أنت ... وحدك
جئت وحدك أين أحمد ؟ ... أين أحمد ..
جئت وحدك .. أين أحمد ..طارقُ .. هيجت قلبي
أتلعب بعد اليوم من دون أحمد !
أفاطمة جئت لا تشتكين ، من اليوم لا تشتكين
فلن تعتبي ، لن تقولي له ..
بأنك أنت ... أخويا الحنون
فلا تقسى يوماً على ضعفنا
فأنت مكان أبينا السجين ، و أنت لنا في البلاء .. المعين
و يا عبد هذا قضاء الإله ، فلسنا ندين لربّ سواه
و لسنا نضج بشيء قضاه
و لن نستعيض سوى الصبر سلوى
و لن نستعين بغير الصلاة
أعائشتي و يحك ما تفعلين
فما زال قلبك هذا الصغير من الحزن أصغر
وما زال قلبك هذا الصغير من الموت أصغر
فهل تغهمين و قبل الأوان ؟ و هل تهتدين لمعنى الزمان ؟
ومعنى الحياة و معنى الممات و معنى الهجود الأخير
و معنى الوداع الأخير ، و هل تعرفين إذا ما أساء ؟
صبيُ إليك بمن تحتمين ؟
وإن أغضبوك فهل تصرخين ؟ سأحضر أحمد
أما زال أحمد أقوى ولد !!
أما زال أحمد زين البلد
أحمد يا بن جدتك الأثير ، وطفلها الغرد المدلل
كنت العزاء لها و للسلوان جدول
كانت تحس أباك في عينيك .. في الشعر المرجل
كانت تهين سعادة
بعنادك الموروث و الشغب المفضل
إذ تشتكي بلسانها
عما فعلت و سوف تفعل
إذ تفضح العينين ما في القلب من فرح مؤصل
ماذا تحسي الآن من ألم
وكم فجرت من حزن مؤجل
لهفي عليها الآن من ثكلى ، و إن كنت المصاب وكنت أثكل
ما بال أمك يا أحمد ؟ ... ما بال أمك
يا أم أحمد إنه عرسً لأحمد
يكبر الحلم و يكبر.... كلما يكبر أحمد
كلما يقذف بالأحجار في وجه الجنود
كلما يجرح أحمد ... كلما يصرخ في وجه اليهود
" سيعود جيش محمد سيعود "
هل تذكرين مساحة الحزن
لا يعدل الأحباب إلاّ أجرهم عند الإله
فتجلدي و تصبري الصبر الجميل
و إلى الصلاة ... إلى الصلاة ... إلى الصلاة
رفقاً بقلب الأم يا رب السماء
أرسل سكينتك الحبيبة رضّها
بقضائك المحتوم و امنحها هداك
يا راحماً و أربط بفضلك قلبها
و اجبر قلوباً أنت جابرها ... رضاك
عشقتك يا بحر طفلاً و كهلاً
عشقتك يا بحر ماءً ورملاً
هل يغدر العشاق ؟ هل يجتاحهم غول انتقام ؟
ما خفت منك ، وما رهبتك إذ أطارحك الغرام
أنا لا أصدق ما فعلت ... و انت أنت
هل دنسوك ، وسمموك ، و جننوك
هل غيروا و جه المحب ؟
أهل غيّروا اسمك صار (يام )
هل علّموك الغدر ، نقض العهد ، تحريف الكلام ؟
و هل انتهيت حلقاتهم ؟ فقدمت أنت
يا بحر أنت مسخر و أنا مسخر
فلماذا تسخر اليوم و تفخر ، و أنا رهين القيد تغدر
ما كنت أترك مهجتي بيديك ضارعةً .... وأنظر
الموت أهون مطلباً ... وأنا أنت
حبيبي أراك .. كما أنت ... كما أنت ...
أنّى التفت ... و أنّى انتبهت ، فأنّى تغيب
حديثي إليك .. فأنّى تغيب
هل يملك الآباء أن يتصوروا كبداً يغيب ... قلباً يغيب ..
أبنيّ كم فرح فرحت وكم فرح
منذ التثمتك قبلتي الأولى
منذ همست في أذنيك كلمات الأذان
حين سكبت في الأذنين سرك
كنت المؤمل أن تكون مجاهداً يأبى الهوان
أبنيّ كم فرح فرحت وأنت تشدو
للمرة الأولى بفاتحة الكتاب
وكم فرح و أنت تجيء بالبشرى
تشقشق بين قضبان العذاب
إنني الأول يا بابا ، فتفتح ألف باب
من الآمال تسرح ، كم فرح مجنح
إذ تمسك الحجر المقدس
للمرة الأولى ، لترميه مواجهاً الحراب
كم حزن وكم فرح مجنح
إذ أنت تخبرني
بأنك قد خرجت و سوف تجرح
إني نذرتك للإله مجاهداً
فلي النصيب
أنت الذكي ....... بخاطري أنّى تغيب
أنت الجريء .... بخاطري أنّى تغيب
أنت التقي ...... بخاطري أنّى تغيب
هل يقدر الأحباب أن يتفرقوا ؟!
هل يقدر الأحباب أن يتمزقوا ؟!
يارب قلبي دامعُ
يا جابراً قلبي الملوع
يارب حزني واسعُ
لكنما رحماك أوسع
يا رب فاجمعني به ......... في جنة بجوار سيدنا المشفع
اللهم آمين
عسقلان 26/7/1990م
ودمتم بود وشكرا لكم جميعا
تحيـــــــــ قيصر غزة ـــــــــاتي